منتدى شباب بشلا

الصديق  للأديب الراحل / مصطفى صادق الرافعى رحمه الله Wets10

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى شباب بشلا

الصديق  للأديب الراحل / مصطفى صادق الرافعى رحمه الله Wets10

منتدى شباب بشلا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب بشلا

دينى - ثقافى-إجتماعى -علمى


    الصديق للأديب الراحل / مصطفى صادق الرافعى رحمه الله

    Admin
    Admin
    فريق الادارة
    فريق الادارة


    العنوان : بشلا - ميت غمر
    ذكر
    تاريخ التسجيل : 14/03/2009
    الموقع الموقع : www.weteady.ahlamontada.com
    العمل/الترفيه العمل/الترفيه : مؤسس المنتدى
    الهواية الهواية : الكمبيوتر والانترنت

    الصديق  للأديب الراحل / مصطفى صادق الرافعى رحمه الله Empty الصديق للأديب الراحل / مصطفى صادق الرافعى رحمه الله

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أكتوبر 25, 2009 8:43 pm






    كانت
    نفسه العالية كالنجمة وهبت قوة النزول إلى الأرض . وكان حبيبا لو انقسمت روحي في
    جسمين لكان جسمها الثاني ، كان دائما كالذي يشعر أنه ميت ، وتارك ميراث مودته ،
    فلا أعرف أني رأيت منه إلا أحسن ما فيه ، وكأنما كان يضاعف حياتي بحياته ويجعلني
    معه إنسانين .



    وكان
    له دين غض كعهد الدين بأيام الوحي ، لا تزال تحته رقة قلب المؤمن ، وفوقه رقة جناح
    الملك ، يخالط نوره القلوب ، وكان حييا صريح الحق ، ترى صدق نيته في وجهه كما يريك
    الحق صدق فكره في لسانه ، ساميا في مروءته ليس لها أرض تسفل عندها ، وإنما هي إلى
    وجه الله ، فلا تزال ترتفع . ودودا لا يعرف البغض ، محبا لا يتسع للحقد ، ألوفا لا
    يسر الموجدة على أحد .



    وكان
    رحيب الصدر كأن الله زاد فيه سعة الأعوام التي سينتقصها من حياته ، ففي قلبه قوة
    عمرين وكان طيب النفس ، فكأن الله لم يمد في عمره طويلا لأنه نفى الأيام الهالكة
    التي يكون فيها الإنسان معنى من معاني الموت .



    آه
    لو عرف الحق أحد لما عرف كيف ينطق بكلمة تسئ ، ولو عرف الحب أحد لما عرف كيف يسكت
    عن كلمة تسر ، ولن يكون الصديق صديقا إلا إذا عرف لك الحق ، وعرفت له الحب .



    لا
    أريد بالصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان لا خير لك إلا في معاداته
    ومخالفته ، ولا ذلك الرفيق الذي يتصنع لك ويماسحك متى كان فيك طعم العسل ؛ لأن فيه
    روح ذبابة ، ولا ذلك الحبيب الذي يكون لك في هم الحب كأنه وطن جديد ، وقد نفيت نفى
    المبعدين ، ولا ذلك الصاحب الذي يكون لك كجلدة الوجه تحمر وتصفر ، لأن الصحة
    والمرض يتعاقبان عليها . فكل أولئك الأصدقاء لا تراهم أبدا إلا على أطراف مصائبك ،
    كأنهم هناك حدود تعرف بها من أين تبتدئ المصيبة لا من أين تبتدئ الصداقة .



    ولكن
    الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها ، وإذا غاب أحسست أن
    جزءا منك ليس فيك ، فسائرك يحن إليك ، فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ،
    وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود ، وإذا مات .. يومئذ لا تقول :
    إنه مات لك ميت ، بل مات فيك ميت ، ذلك هو الصديق .



    ***




      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 1:23 am